فصل: الخبر عن دولة السلطان أبي سعيد وما كان فيها من الأحداث

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» **


  الخبر عن غزاة السلطان لمدافعة عثمان بن أبي العلاء ببلاد الهبط

ومهلكه بطنجة من بعد ظهوره لما ملك الرئيس أبو سعيد فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر بسبتة سنة خمس وسبعماية وأقام بها الدعوة لابن عمه المخلوع محمد بن محمد الفقيه بن محمد بن محمد الشيخ بن يوسف بن نصر كما ذكرناه وأجاز معه رئيس الغزاة المجاهدين بمحل أمارته من مالقة عثمان بن أبي العلاء إدريس بن عبد الله بن عبد الحق من أعياص هذا البيت كان مرشحا للملك فيهم‏.‏ واستقدمه معه ليفرق به الكلمة في المغرب ويشغل بفتنة الدولة مدافعة عن سبتة لما كانوا أهاجوا السلطان وقومه بأخذها‏.‏واستنام ملكها وطمع عثمان في ملك المغرب بإمدادهم ومظاهرتهم‏.‏وسولت له نفسه ذلك فخرج من سبتة وولى على جيش الغزاة بعده عمر ابن عمه رحو بن عبد الله‏.‏ ونجم هو ببلاد غمارة فدعا لنفسه وأجابته القبائل منهم‏.‏واحتل بحصن علودان من أمنع معاقلهم وبايعوه على الموت‏.‏ثم نهض إلى أصيلا والعرائش فغلب عليها‏.‏واتصل ذلك كله بالسلطان الهالك أبي يعقوب فلم يدركه استهانة بأمرهم‏.‏وبعث ابنه أبا سالم بالعساكر فنازل سبتة أياماً ثم أقلع عنها‏.‏وبعث بعده أخاه يعيش بن يعقوب وأنزله طنجة وجهز معه الكتائب وجعلها ثغراً‏.‏وزحف إليه عثمان بن أبي العلاء فتأخر عن طنجة إلى القصر‏.‏ثم أتبعه فخرج أهل القصر فرساناً ورجالا ورماة مع يعيش فوصلوا إلى وادي ورا ثم انهزموا إلى البلد‏.‏ومات عمر بن ياسين ونازل عثمان عليهم القصر يوماً ثم دخله من غده‏.‏ثم كان مهلك السلطان ومفر يعيش بن يعقوب خيفة من أبي ثابت فلحق بعثمان بن أبي العلاء‏.‏واستقإم أمره بتلك الجهات برهة‏.‏وكان السلطان أبو ثابت لما احتل بالمغرب شغله ما كان من انتزاء يوسف بن محمد بن أبي عياد بمراكش كما قدمناه فعقد على حرب عثمان بن أبي العلاء مكان عمه يعيش بن يمقوب لعبد الحق بن عثمان بن محمد بن عبد الحق من رجال بيته فزحف إليه‏.‏ونهض عثمان إلى لقائه منتصف ذي الحجة سنة سبع فهزمه واستلحم من كان معه من جند الروم‏.‏وهلك في تلك الواقعة عبد الواحد الفودودي من رجالات السلطان المرشحين ردفاء الوزارة‏.‏وصار عثمان إلى قصر كتامة فنازله واستولى على جهاته‏.‏وعلى تفيئة ذلك كان رجوع السلطان من غزاة مراكش‏.‏وقد حسم الداء ومحا أثر النفاق فاعتزم على الحركة إلى بلاد غمارة ليمحو منها دعوة ابن أبي العلاء التي كانت تلج عليه ممالكه بالمغرب ويرده على عقبه ويستخلص سبتة من يد ابن الأحمر لما صارت ركاباً لمن يروم الانتزاء والخروج من القرابة والأعياص المستنفرين وراء البحر غزاة في سبيل الله فنهض من فاس منتصف ذي الحجة من سنة سبع‏.‏ولما انتهى إلى قصر كتامة تلوم بها ثلاثاً حتى توافت عساكره وحشوده وكمل اعتراضها‏.‏وفر عثمان بن أبي العلاء أمامه‏.‏وارتحل السلطان في اتباعه فنازل حصن علودان واقتحمها عنوة‏.‏واستلحم بها زهاء أربعماية‏.‏ ثم نازل بلد الدمنة فاقتحمها وأثخن فيها قتلاً وسبياً لتمسكها بطاعة ابن أبي العلاء ومظاهرتها له على كبس القصر واستاحته ثم ارتحل إلى طنجة واحتل بها غرة سنة ثمان‏.‏ وانحجز ابن أبي العلاء بسبتة مع أوليائه‏.‏وسرح السلطان عساكره فتقرت نواحي سبتة بالاكتساح والغارة‏.‏وأمر باختطاط بلد تيطاوين لنزول عساكره والأخذ بمخنق سبتة‏.‏وأوفد كبير الفقهاء بمجلسه أبا يحيى بن أبي الصبر إليهم في شأن النزول له عن البلد‏.‏وفي خلال ذلك اعتل السلطان بمرض وقضى لأيام قلائل في ثامن صفر من سنته ودفن بظاهر طنجة‏.‏ ثم حمل شلوه بعد أيام إلى مدفن آبائه بشالة فووري هنالك‏.‏رحمة الله عليه وعليهم‏.‏دولة السلطان أبي الربيع

  الخبر عن دولة السلطان أبي الربيع وما كان فيها من الأحداث

لما هلك السلطان أبو ثابت تصدى للقيام بالأمر عمه علي ابن السلطان أبي يعقوب المعروف بأمه رزيكة وخلص الملأ من بني مرين أهل الحل والعقد إلى أخيه أبي الربيع فبايعوه‏.‏وتقبض على عمه علي بن زريكة المستام للأمر فاعتقله بطنجة إلى أن هلك سنة عشر لجمادى وبث العطاء في الناس وأجزل الصلات وارتحل نحو فاس‏.‏واتبعه عثمان بن أبي العلاء في جيش كثيف وبيته وقد نذر به العسكر فأيقظوا ليلهم ووافاهم على الظهر بساحة علودان فناجزهم الحرب‏.‏ وكانت الدائرة على عثمان وقومه‏.‏وتقبض على ولده وكثير من عسكره‏.‏ وأثخن أولياء السلطان فيهم بالقتل والسبي وكان الظهور الذي لا كفاء له‏.‏ ووصل أبو يحيى بن أبي الصبر إلى الأندلس وقد أحكم عقدة الصلح‏.‏وقد كان ابن الأحمر جاء للقاء السلطان أبي ثابت ووصل إلى الجزيرة الخضراء فأدركه خبر مهلكه فتوقف عن الجواز‏.‏وأجاز ابن أبي الصبر بإحكام المؤاخاة‏.‏واجتاز عثمان بن أبي العلاء إلى العدوة فيمن معه من القرابة فلحق بغرناطة‏.‏وأغذ السلطان السير إلى حضرته فدخل فاس آخر ربيع من سنة ثمان‏.‏واستقامت الأمور وتمهد الملك وعقد السلم مع صاحب تلمسان موسى بن عثمان بن يغمراس فأقام وادعاً بحضرته‏.‏وكانت أيامه خير أيام هدنة وسكونة وترفاً لأهل الدولة‏.‏وفي أيامه تغالى الناس في أثمان العقار فبلغت قيمتها فوق المعتاد حتى لقد بيع كثير من الدور بفاس بألف دينار من الذهب العين‏.‏وتنافس الناس في البناء فعالوا الصروح واتخذوا القصور المشيدة بالصخر والرخام وزخرفوها بالزليج والنقوش‏.‏وتناغوا في لبس الحرير وركوب الفاره وأكل الطيب واقتناء الحلى من الذهب والفضة‏.‏واستبحر العمران وظهرت الزينة والترف والسلطان وادع بداره متمل أريكته إلى أن هلك كما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

  الخبرعن مقتل عبد الله بن أبي مدين

كان أبو شعيب بن مخلوف من بني أبي عثمان من قبائل كتامة المجاورين للقصر الكبير وكان منتحلا للدين مشتهراً به‏.‏ ولما أجلب بنو مرين على المغرب وجالوا في بسائطه وتغلبوا على ضواحيه صحب البر منهم والفاجر من أهله‏.‏وكان بنو عبد الحق قد تخيروا شعيباً هذا فيمن تخيروه للصحابة من أهل الدين فكان إمام صلاتهم‏.‏ وكان يعقوب بن عبد الحق أشدهم صحابة له وأوفاهم بها ذماماً فاتصل به حبله واستمرت صحابته وعظم في الدولة قدره‏.‏وانبسط بين الناس جاه ولده وأقاربه وحاشيته‏.‏وربى بنو شعيب هذا عبد الله ومحمد المعروف بالحاج وأبو القاسم من بعدهم من إخوتهم بقصر كتامة في جو ذلك الجاه‏.‏وهلك السلطان يعقوب بن عبد الحق فاستخلصهم يوسف بن يعقوب لخدمته واستعملهم‏.‏على مختصاته‏.‏ ثم ترقى بهم في رتب خدمته وأخصائه درجة بعد أخرى إلى أن هلك أبوهم مدين شعيب سنة سبع وتسعين‏.‏وكان المقدم منهم عند السلطان عبد الله فأوفى به على ثنيات العز والوزارة والخلة والولاية‏.‏وتقدم بحظوته في مجلسه كل حظوة واختصه بوضع علامته على الرسائل والأوامر الصادرة عنه‏.‏وجعل إليه حسبان الخراج والضرب على أيدي العمال وتقييد الأوامر بالبسط والقبض‏.‏ واستخلصه لمناجاة الخلوات والإفضاء بذات الصدرة فوقف ببابه الأشراف من الخاصة والقبيل والقرابة والولد وتوددوا وخطبوا نائله‏.‏وكان عبد الله استعمل مع ذلك أخاه محمداً على جباية المصامدة بمراكش وهنأ أبا القاسم الدعة بفاس فأقام بها متملياً راحته عريضاً جاهه طاعماً كاسياً تتسرب إليه أموال العمال في سبيل الإتحاف وتقف ببابه صدور الركائب إلى أن هلك السلطان أبو يعقوب يوسف‏.‏ويقال إن له خائنة في دمه مع سعاية الملياني‏.‏ولما ولي السلطان أبو ثابت ضاعف رتبته وشفع لديه خطته ورفع على الأقدار قدرة‏.‏ثم ولي من بعده أخوه أبو الربيع فتقبل فيه مذهب سلفه‏.‏وكان بنو رقاصة اليهود حين نكبوا باشر نكبتهم لمكانه من إصدار الأوامر‏.‏ويزعمون أن له فيهم سعاية‏.‏وكان خليفة الأصغر منهم قد استبقي كما ذكرناه فلما أفضى الأمر إلى السلطان أبي الربيع استعمل خليفة بداره في بعض المهن ولابس الخدم حتى اتصل بمباشرة السلطان فجعل غايته السعاية بعبد الله بن أبي مدين‏.‏وكان يؤثر عن السلطان أبي الربيع أنه لا يؤمن بوائقه مع حزم ذويه وتعرف خليفة ذلك من مقالات الناس فدس إلى السلطان أن عبد الله بن أبي مدين يعرض باتهام السلطان في ابنته وأن صدره وغر بذلك وأنه متعرض بالدولة‏.‏وكان يخشى الغائلة لما كان عليه من مداخلة القبيل ولما كان داعية من دعاة آل يعقوب فتعجل السلطان دفع غائلته واستدعاه صبيحة زفاف ابنته زعموا على زوجها فاستحثه قائد الروم من داره بفاس‏.‏ونفر بالشر فلم يغنه النذر‏.‏ومر في طريقه إلى دار السلطان بمقبرة أبي يحيى بن العربي فطعنه القائد هنالك من ورائه طعنة أكبه على ذقنه‏.‏ واحتز رأسه فألقاه بين أيدي السلطان‏.‏ودخل الوزير سليمان بن يرزيكن فوجده بين يديه فذهبت نفسه عليه على مكانه من الدولة حسرة وأسفاً وأيقظ السلطان لمكر اليهودي فوقفه على براءة كان ابن أبي مدين بعثها معه إلى السلطان بالتنصل والحلف فتيقظ وعلم مكر اليهودي به فندم وفتك لحينه بخليفة بن رقاصة وذويه من اليهود المتصدين للخدمة وسطاً بهم سطوة الهلكة فأصبحوا مثلاً للآخرين‏.‏والله أعلم‏.‏

  الخبر عن ثورة أهل سبتة بالأندلسيين ومراجعتهم طاعة السلطان

لما قفل السلطان أبو الربيع من غزاة سبتة بعد أن شرد عثمان بن أبي العلاء وأحجزه بسبتة وأجاز منها إلى العدوة ومن كان معه من القرابة كما قلناه بلغه الخبر بضجر أهل سبتة ومرض قلوبهم من ولاية الأندلسيين عليهم وسوء ملكتهم‏.‏ودس إليه بعض أشياعه بالبلد بمثل ذلك فأغزى صنيعته تاشفين بن يعقوب الوطاسي أخا وزيره في عساكر ضخمة من بني مرين وسائر الطبقات من الجند‏.‏وأوعز إليه بالتقدم إلى سبتة ومنازلتها فأغذ إليها السير ونزل بساحتها ولما أحس به أهل البلد بهشت رجالاتهم وتنادوا بشعارهم وثاروا على من كان منهم من قواد ابن الأحمر وعماله وأخرجوا منها حاميته وجنوده‏.‏واقتحمها العساكر‏.‏واحتل تاشفين بن يعقوب بقصبتها عاشر صفر من سنة تسع‏.‏وطير الفوائق بالخبر إلى السلطان فعم السرور وعظم شأن الفتح‏.‏وتقبض على قائد القصبة أبي زكرياء يحيى بن مليلة وعلى قائد البحر أبي الحسن بن كماشة وعلى قائد الحروب بها من الأعياص عمر بن رحو بن عبد الله بن عبد الحق‏.‏كان صاحب الأندلس عقد له مكان ابن عمه عثمان بن أبي العلاء عند إجازته البحر إلى الجهاد كما ذكرنا‏.‏وكتب إلى السلطان بالفتح وأوفد عليه الملأ من مشيخة سبتة وأهل الشورى‏.‏وبلغ الخبرإلى ابن الأحمر فارتاع لذلك وخشي عادية السلطان وجيوش المغرب حين انتهوا إلى الفرضة‏.‏وكان الطاغية في تلك الأيام نازل الجزيرة الخضراء وأقلع عنها على الصلح بعد أن أذاقها من الحصار شدة وبعد أن نازل جبل الفتح فتغلب عليه وملكه‏.‏وانهزم زعيم من زعمائه يعرف بالفنش هزمه أبو يحيى بن عبد الله بن أبي العلاء صاحب الجند بمالقة لقيه يجوس خلال البلاد بعد تملك الجبل فهزم النصارى وقتلوا أبرح قتل‏.‏وأهم المسلمين شأن الجبل فبادر السلطان أبو الجيوش بإنفاذ رسله راغبين في السلم خاطبين للولاية‏.‏وتبرع بالنزول عن الجزيرة ورندة وحصونها ترغيباً للسلطان في الجهاد فتقبل منه السلطان وعقد له الصلح على ما رغب‏.‏وأصهر إليه في أخته فأنكحه إياها‏.‏وبعث بالمدد للجهاد أموالا وخيولا وجنائب مع عثمان بن عيسى اليرنياني‏.‏واتصلت بينهما المهادنة والولاية إلى مهلك السلطان‏.‏ والبقاء لله وحده‏.‏

  الخبر عن بيعة عبد الحق بن عثمان بممالأة الوزير والمشيخة

وظهور السلطان عليهم ثم مهلكه بعد ذلك كانت رسل ابن الأحمر خلال هذه المهادنة والمكاتبات تختلف إلى باب السلطان ووصل منهم في بعض أحيانها خلف من مترفيهم فجاهر بالكبائر فكشف صفحة وجهه في معاقرة الخمر والإدمان عليه وكان السلطان منذ شهر جمادى الأول سنة تسع قد عزل القاضي بفاس أبا غالب المغيلي وعهد بأحكام القضاء لشيخ الفتيا المذكور بها أبي الحسن الملقب بالصغير‏.‏ وكان على ثبج من تغيير المنكرات والتعسف فيها‏.‏حتى لقد كان مطاوعاً في ذلك وسواس النسك الأعجمي متجاوزاً بها الحدود المتعارفة من أهل الشريعة في سائر الأمصار‏.‏ وأحضر عنده ذات يوم هذا الرسول ثملا وحضر العدول فاستروحوه ثم أمضى حكم الله فيه وأقام عليه الحدود‏.‏ وأضرمته هذه الموجدة فاضطرم غيظاً‏.‏وتعرض للوزير رحو بن يعقوب الوطاسي منصرفه من دار السلطان في موكبه وكشف عن ظهره يريه أثر السياط وينعي عليهم سوء هذا المرتكب مع الرسل فتبرم لذلك الوزير وأدركته حفيظة وسرح وزعته وحشمه في إحضار القاضي على أسوإ الحالات من التنكيل والتل لذقنه فمضوا لذلك الوجه‏.‏واعتصم القاضي بالمسجد الجامع ونادى المسلمين فثارت العامة بهم ومرج أمر الناس‏.‏واتصل الخبر بالسلطان فتلافاه بالبعث في أولئك النفر من وزعة الوزير وضرب أعناقهم وجعلهم عظة لمن وراءهم فأسوها الوزير في نفسه وداخل الحسن بن علي بن أبي الطلاق من بني عسكر بن محمد شيخ بني مرين والمسلم له في شوراهم وقائد الروم غنصالة المنفرد برياسة العسكر وشوكته وكان لهم بالوزير اختصاص آثروه له على سلطانه فدعاهم إلى بيعة عبد الحق بن عثمان بن محمد بن عبد الحق كبير القرابة وأسد الأعياص وخلع طاعة السلطان فأجابوه وبايعوا له وتم أمرهم نجياً‏.‏ثم خرجوا عاشر جمادى من سنة عشر إلى ظاهر البلد الجديد بمكان الرمكة وجاهروا بالخلعان وأقاموا الآلة وبايعوا سلطانهم عبد الحق على عيون الملأ‏.‏وعسكروا بالعدوة القصوى من سبو تخم بلاد عسكر وإزاء نبدورة من معاقل الحسن بن علي زعيم تلك الثورة‏.‏ثم ارتحلوا من الغد إلى تازى وخرج السلطان في طلبهم فعسكر بسبو وتلوم لاعتراض العساكر وإزاحة العلل واحتل القوم برباط تازى وأوفدوا على موسى بن عثمان بن يغمراسن سلطان بني عبد الواد يدعونه إلى المظاهرة واتصال اليد والمدد بالعساكر والأموال جنوحاً إلى التي هي آثر لديه من تفريق كلمة عدوه فتثاقل عن ذلك لمكان السلم الذي عقد له السلطان أول الدولة وليستبين سبيل القوم‏.‏وقدم السلطان بين يديه يوسف بن عيسى الجشمي وعمر بن موسى الفودودي في جموع كثيفة من بني مرين‏.‏ وسار في ساقتهم فانكشف القوم عن تازى ولحقوا بتلمسان صريخاً‏.‏وحمد السلطان مغبة نظره في التثاقل عن نصرهم ووجد بها الحجة عليهم إذ غاية مظاهراته إياهم أن يملكهم تازى وقد انكشفوا عنها فيئسوا من صريخه‏.‏وأجاز عبد الحق بن عثمان ورحو بن يعقوب إلى الأندلس فأقام رحو بها إلى أن قتله أولاد ابن أبي العلاء ورجع الحسن بن علي إلى مكانه من قبيله ومحله من مجلس السلطان بعد أن اقتضى عهده بالأمان على ذلك‏.‏ولما احتل الحسن بتازى حسم الداء ومحاة أثر الشقاق وأثخن في حاشية الخوارج وذويهم بالقتل والسبي‏.‏ثم اعتل أثناء ذلك وهلك لليال من اعتلاله سلخ جمادى الآخرة من سنة عشر وووري بصحن الجامع الأعظم من تازى‏.‏وبويع السلطان أبو دولة السلطان أبي سعيد

  الخبر عن دولة السلطان أبي سعيد وما كان فيها من الأحداث

لما هلك السلطان أبو الربيع بتازى تطاول للأمر عمه عثمان ابن السلطان أبي يعقوب المعروف بأمه قضيب واستلم المنصب وأسدى في ذلك وألحم‏.‏ وحضر الوزراء والمشيخة بالقصر بعد هدوء من الليل فاستشاروا بشيخ القرابة يومئذ وكبير الأعياص المرشحين العالي القعد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق‏.‏ ودست أخته عريبة إليهم بالوعد وسربت إليهم الأموال‏.‏وجاءهم عثمان ابن السلطان أبي يعقوب مستاماً فزجروه واستدعوا السلطان أبا سعيد فحضر وبايعوه ليلتئذ وأنفذ كتبه إلى النواحي والجهات باقتضاء البيعة‏.‏وسرح ابنه الأكبر الأمير أبا الحسن إلى فاس فدخلها غرة رجب من سنة عشر‏.‏ودخل القصر واطلع على أمواله وذخيرته‏.‏وفي غد ليلته أخذت البيعة العامة للسلطان بظاهر تازى على بني مرين وسائر زناتة والقبائل والعرب والعساكر والحاشية والموالي والصنائع والعلماء والصلحاء ونقباء الناس وعرفائهم والخاصة والدهماء فقام بالأمر واستوسق له الملك‏.‏وفرق الأعطيات وأسنى الجوائز وتفقد الدواوين ورفع الظلامات وحط المغارم والمكوس‏.‏وسرح أهل السجون ورفع عن أهل فاس وظيفة الرباع‏.‏وارتحل لعشرين من شهر رجب إلى حضرته فاحتل بفاس‏.‏وقدم عليه وفود التهنئة من جميع بلاد المغرب ثم خرج لذي القعدة بعدها إلى رباط الفتح لتفقد الأحوال والنظر في أحوال الرعايا والتهمم بالجهاد وإنشاء الأساطيل للغزو في سبيل الله‏.‏ولما قضى منسك الأضحى بعده رجع إلى حضرته بفاس‏.‏ثم عقد سنة إحدى عشرة لأخيه الأمير أبي البقاء يعيش على ثغور الأندلس الجزيرة ووندة وما إليهما من الحصون‏.‏ثم نهض سنة ثلاث عشرة إلى مراكش لما كان بها من اختلال الأحوال وخروج عدي بن هنو الهسكوري ونقضه للطاعة فنزل به وحاصره مدة واقتحم حصنه عنوة عليه وحمله مقيداً إلى دار ملكه فأودعه الطبق‏.‏ثم رجع إلى غزو تلمسان‏.‏ والله أعلم‏.‏

  الخبر عن حركة السلطان أبي سعيد إلى تلمسان أولي حركاته إليها

لما خرج عبد الحق بن عثمان على السلطان أبي الربيع وتغلب على تازى بمظاهرة الحسن بن علي بن أبي الطلاق كبير بني عسكر واختلفت رسلهم إلى أبي حمو موسى بن عثمان سلطان بني عبد الواد أسف ذلك بني مرين وحرك مزاجهم ولما لحق الخارجون على الدولة بالسلطان أبي حمو وأقبل عليهم أضرم ذلك حقد بني مرين‏.‏وولي السلطان أبو سعيد الأمر وفي أنفسهم من بني عبد الواد غصة‏.‏فلما استوسق أمر السلطان ودوخ الجهات المراكشية وعقد على البلاد الأندلسية وفرغ من شأن المغرب اعتزم على غزو تلمسان فنهض إليها سنة أربع عشرة‏.‏ولما انتهى إلى وادي ملوية قدم ابنيه أبا الجسن وأبا علي في عسكرين عظيمين في الجناحين وسار في ساقتهما ودخل بلاد بني عبد الواد على هذه التعبية فاكتسح نواحيها واصطلم نعمها‏.‏ونازل وجدة فقاتلها قتالاً شديداً وامتنعت عليه‏.‏ثم نهض إلى تلمسان فنزل بالملعب من ساحتها‏.‏وانحجز موسى بن عثمان من وراء أسوارها وغلب على معاقلها ورعاياها وسائر ضواحيها فحطمها حطماً ونسف جهاتها نسفاً‏.‏ودوخ جبال بني يزناسن وفتح معاقلها وأثخن فيها وانتهى إلى وجدة‏.‏وكان معه في عسكره أخوه يعيش بن يعقوب وقد أدركته بعض الاسترابة بأمره ففر إلى تلمسان ونزل على أبي حمو ورجع السلطان على تعبيته إلى تازى فأقام بها‏.‏وبعث ولده الأمير أبا علي إلى فاس فكان من خروجه على أبيه ما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

  الخبر عن انتقاض الأمير أبي علي وما كان بينه وبين أبيه من الواقعات

كان للسلطان أبي سعيد اثنان من الولد أكبرهما لأمته الحبشية وهو علي والآخر لمملوكه من سبي النصرانية وهو عمر‏.‏ وكان هذا الأصغر آثرهما لديه وأعلقهما بقلبه منذ نشأ‏.‏فكان عليه حدباً وبه مشغوفاً‏.‏ولما استولى السلطان على ملك المغرب رشحه لولاية عهده وهو شاب لم يطر شاربه‏.‏ووضعوا له ألقاب الأمارة وصير معه الجلساء والخاصة والكتاب وأمره باتخاذ العلامة في كتبه‏.‏ وعقد على وزارته لإبراهيم بن عيسى اليرنياني من صنائع دولتهم وكبار المرشحين بها‏.‏ولما رأى أخوه الأكبر أبو الحسن صاغية أبيهما إليه وكان شديد البرور لوالديه انحاش إليه وصار في جملته وخلط نفسه بحاشيته طاعة لأبيه‏.‏واستمرت حال الأمير أبي علي على هذا وخاطبه الملوك من النواحي وخاطبهم وهادوه وعقد الرايات وأثبت في الديوان ومحا وزاد في العطاء ونقص وكاد أن يستبد‏.‏ولما قفل السلطان أبو سعيد من غزاته إلى تلمسان سنة أربع عشرة أقام بتازى وبعث ولديه إلى فاس فلما استقر الأمير أبو علي بفاس حدثته نفسه بالاستبداد على أبيه وخلعه وراوضه المداخلون له في المكر بالسلطان حتى يقبض عليه فأبى وركب الخلاف وجاهر بالخلعان‏.‏ودعا لنفسه فأطاعه الناس لما كان السلطان جعل إليه من أمرهم‏.‏وعسكر بساحة البلد الجديد يريد غزو السلطان فبرز من تازى بعسكره يقدم رجلاً ويؤخر أخرى‏.‏ثم بدا للأمير أبي علي في شأن وزيره وحدثته نفسه بالقبض عليه استرابة به لما كان بلغه من المكاتبة بينه وبين السلطان فبعث لذلك عمر بن يخلف الفودودي‏.‏وتفطن الوزير لما جاء به من المكرة فتقبض عليه ونزع إلى السلطان أبي سعيد فتقبله ورضي عنه وارتحل إلى لقاء ابنه‏.‏ولما تراءى الجمعان بالقرمدة ما بين فاس وتازى اختل مصاف السلطان وانهزم عسكره‏.‏وأفلت بعد أن أصابته جراحة في يده وهن لها ولحق بتازى فليلاً جريحاً‏.‏ولحق ابنه الأمير أبو الحسن نازعاً إليه من جملة أخيه أبي علي بعد المحنة وفاء بحق أبيه فاستبشر السلطان بالظهور والفتح وحميد المغبة‏.‏وأناخ الأمير أبو علي بعساكره على تازى وسعى الخواص بين السلطان وبينه في الصلح على أن يخرج له السلطان عن الأمر ويقتصر على تازى وجهاتها فتم ذلك بينهما وانعقد‏.‏وشهد الملأ من مشيخة العرب وزناتة وأهل الأمصار فاستحكم عقده وانكفأ الأمير أبو علي إلى حضرة فاس مملكاً‏.‏وتوافت إليه بيعة الأمصار بالمغرب ووفودهم واستوسق أمره‏.‏ثم اعتل إثر ذلك واشتد وجعه وصار إلى حال الموت وخشي الناس على أنفسهم تلاشي الأمر بمهلكه فتسايلوا إلى السلطان بتازى‏.‏ثم نزع عن الأمير أبي علي وزيره أبو بكر بن النوان وكاتبه منديل بن محمد الكناني وسائر خواصه فلحقوا بالسلطان وحملوه على تلافي الأمر فنهض من تازى واجتمع إليه كافة بني مرين والجند‏.‏ وعسكر على البلد الجديد وأقام محاصراً لها وابتنى داراً لسكناه‏.‏وجعل لابنه الأمير أبي الحسن ما كان لأخيه أبي علي من ولاية العهد وتفويض الأمر‏.‏وتفرد أبو علي بطائفة من النصارى المستخدمين بدولته كان قائدهم يمت إليه بالخؤولة وضبط البلد مدة مرضه حتى إذا أفاق وتبين اختلال أمره بعث إلى أبيه في الصفح والرضى وأن ينزل له عفا انتزى عليه من الأمر على أن يقطعه سجلماسة وما إليها ويسوغه ما احتمل من المال والذخيرة من دراهم فأجابه إلى ذلك‏.‏وانعقد بينهما سنة خمس عشرة‏.‏وخرج الأمير أبو علي بخاصته وحشمه وعسكر بالزيتون من ظاهر البلد‏.‏ووفى له السلطان بما اشترط وارتحل إلى سجلماسة‏.‏ودخل السلطان إلى البلد الجديد ونزل بقصره وأصلح شؤون ملكه وأنزل ابنه الأمير أبا الحسن بالدار البيضاء من قصورهم وفوض إليه في سلطانه تفويض الاستقلال‏.‏وأذن له في اتخاذ الوزراء والكتاب ووضع العلامة على كتابه وسائر ما كان لأخيه‏.‏ووفدت عليه بيعات الأمصار بالمغرب ورجعوا إلى طاعته‏.‏ونزل الأمير أبو علي بسجلماسة فأقام لها ملكا ودون الدواوين واستلحق واستركب وفرض العطاء‏.‏واستخدم ظواعن العرب من المعقل وافتتح معاقل الصحراء وقصور توات وتيكورارين وتمنطيت وغزا بلاد السوس فافتتحها وتغلب على ضواحيها وأثخن في إعرابها من ذوي حسان والشبانات وزكنة حتى استقاموا على طاعته‏.‏وبيت عبد الرحمن بن الحسن بن يدر أمير الأمصار بالسوس في تارودانت مقره فاقتحمها عليه عنوة وقتله واصطلم نعمته وأباد سلطانه‏.‏وأقام لبني مرين في بلاد القبلة ملكاً وسلطاناً‏.‏وانتقض على السلطان سنة عشرين وتغلب على درعا وسما إلى طلب مراكش فعقد السلطان على حربه لأخيه الأمير أبي الحسن وجعله إليه وأغزاه ونهض على أثره فاحتلوا بمراكش وثقفوا أطرافها وحسموا عللها‏.‏وعقد عليها لكندوز بن عثمان من صنائع دولتهم وقفلوا بعسكرهم إلى الحضرة‏.‏ثم نهض الأمير أبو علي سنة اثنتين وعشرين بمجموعه من سجلماسة وأغذ السير إلى مراكش فاحتلت عساكره بها قبل أن يجتمع لكندوز أمره فتقبض عليه وضرب عنقه ورفعه على القناة وملك مراكش وسائر ضواحيها‏.‏وبلغ الخبرإلى السلطان فخرج من حضرته في عساكره بعد أن احتشد وأزاح العلل واستوفى الأعطيات وقدم بين يديه ابنه الأمير أبا الحسن ولي عهده والغالب على أمره في عساكره وجموعه وجاء في ساقته وسارعلى هذه التعبية‏.‏ولما انتهى إلى توتو من وادي ملوية نفروا بالبيات من أبي علي وجنوده فحذروهم وأيقظوا ليلتهم‏.‏وبيتهم بمعسكرهم ذلك فكانت الدايرة عليهم وفل عسكره‏.‏وارتحلوا من الغد في أثره‏.‏وسلك على جبال درن وافترقت جنوده في أوعاره ولحقهم من معراتها شناعات حتى ترجل الأمير أبو علي عن فرسه وسعى على قدميه‏.‏وخلصوا من ورطة ذلك الجبل بعد عصب الريق ولحق بسجلماسة ومهد السلطان نواحي مراكش واستعمل عليها ورتب الحامية بها‏.‏وعقد على جباية أموال المدد مدة ونواحي مراكش لموسى بن علي بن محمد الهنتاتي فعظم عناؤه في ذلك واضطلاعه وامتدت أيام ولايته‏.‏وارتحل السلطان إلى سجلماسة فدافعه الأمير أبو علي بالخضوع في الصفح والرضى والعودة إلى السلم فأجابه السلطان لما كان شغفه من حبه فقد كان يؤثر عنه من ذلك غرائب‏.‏ورجع إلى الحضرة وأقام الأمير أبو علي بمكانه ذلك من القبلة إلى أن هلك السلطان وتغلب عليه أخوه السلطان أبو الحسن كما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

  الخبر عن نكبة منديل الكناني ومقتله

كان أبو محمد بن محمد الكناني من علية الكتاب بدولة الموحدين ونزع من مراكش عندما انحل نظام بني عبد المؤمن وانفض جمعهم إلى مكناسة فأوطنها في إيالة بني مرين‏.‏واتصل بالسلطان يعقوب بن عبد الحق فصحبه فيمن كان يتأثر على صحابته من أعلام المغرب‏.‏وسفر عنه إلى الملوك كما ذكرنا في سفارته إلى المستنصر سنة خمس وستين‏.‏وهلك السلطان يعقوب بن عبد الحق وازداد الكناني عند ابنه يوسف حظوة ومكانة إلى أن سخطه ونكبه سنة سبع وستين‏.‏وأقصاه من يومئذ وهلك في حال سخطته‏.‏وبقي من بعده ابنه منديل هذا في جملة السلطان أبي يعقوب متبرماً بمكان عبد الله بن أبي مدين المستولي على قهرمة دار السلطان ومخالصته في خلواته غضباً لذلك متوقعاً للنكبة في أكثر أيامه مضطرمة له بالحسد جوانحه مع ما كان عليه من القيام على حسبان الديوان‏.‏عرف فيه بسبقه وشهد به صديقه وعدوه‏.‏ولما تغلب السلطان على ضاحية شلف وأمصاره من بلاد مغرارة واستعمله على حسبان الجباية وجعل إليه ديوان العسكر هنالك وإلى نظره اعتراضهم وتمحيضهم فنزل بمليانة مع من كان هنالك من الأمراء مثل علي بن محمد الخيري والحسن بن علي بن أبي الطلاق العسكري إلى أن هلك السلطان أبو يعقوب ورجع أبو ثابت البلاد إلى أبي زيان وأخيه أبو حمو ملوك بني عبد الواد‏.‏ونزل لهم عنها فرجع إلى المغرب ولحق بالسلطان أبي ثابت ومر في طريقه بأبي زيان وأخيه أبي حمو فخف عليهما وحلا بعيونهما واستبلغا في تكريمه وانصرف إلى مغربه‏.‏وكان أيام معسكر السلطان يوسف بن يعقوب على تلمسان قد صحب أخاه أبا سعيد عثمان بن يعقوب في حال خموله وتأكدت بينهما الخلة التي رعاها له السلطان أبو سعيد‏.‏فلما ولي المغرب مت بذلك إليه فعرفه له واختصه وخالصه وجعل إليه وضع علامته وحسبان جبايته ومستخلص أحواله والمفاوضة بذات صدره‏.‏ورفع مجلسه وقدمه على خاصته‏.‏وكان كثير الصاغية للأمير أبي علي ابنه المتغلب على أبيه أول مرة‏.‏ولما استبد وخلع أباه انحاش منديل هذا إليه‏.‏ثم نزع عنه حين تبين اختلال أمره‏.‏وكان الأمير أبو الحسن يحقد له ولاية أخيه أبي علي لما كان بينهما من المنافسة‏.‏وكان كثيراً ما يوغر صدره بإيجاب حق عمر عليه وامتهانه في خدمته‏.‏وطوى له على النث حتى إذا انفرد بمجلس أبيه وفصل عمر إلى سجلماسة أحكم السعاية فيه والآلاء في الهلكة التي صر السلطان عليها أذنا واعية حتى تأذن الله بإهلاكه‏.‏وكان منديل هذا كثيراً ما يغضب السلطان في المحاورة والخطاب دالة عليه وكبراً فاعتد عليه من ذلك كلمات وأحوالا وسخطه سنة ثمان عشرة‏.‏وأذن لابنه أبي الحسن في نكبته فاعتقله واستصفى ماله وطوى ديوانه وامتحنه أياما ثم قتله بمجلسه خنقاً ويقال جوعاً وذهب مثلاً في الغابرين‏.‏ والله خير الوارثين‏.‏